سيواجه كيليان مبابي فريقه السابق باريس سان جيرمان لأول مرة منذ مغادرته قبل عام، في مواجهة مرتقبة بنصف نهائي كأس العالم للأندية يوم الأربعاء. اللقاء، الذي يعد أبرز اختبار للثورة التكتيكية بقيادة المدرب تشابي ألونسو في ريال مدريد، سينطلق الساعة 21:00 بتوقيت السعودية.
ظل مبابي أسطورة خالدة في باريس سان جيرمان بعد أن أمضى سبعة مواسم ناجحة بين صفوف النادي، لينهي مسيرته هناك كهداف تاريخي برصيد 256 هدفًا في 308 مباراة. ومع ذلك، شابت إرثه بعض الشكوك بسبب طريقة رحيله، حيث شعر البعض أنه قضى الجزء الأخير من فترته مع الفريق منتظرًا اللحظة المناسبة لتحقيق حلم طفولته والانضمام لريال مدريد.
رحيله المباغت وترتيبات تمديد عقده أثارت غضب إدارة النادي الباريسي بقيادة ناصر الخليفي، خاصة بعد أن انتقل إلى ريال مدريد دون توفير أي عائد مالي للنادي. النزاع بين الطرفين لم يتوقف عند هذا الحد، إذ اشتمل على دعوى قانونية معلقة يُطالب فيها مبابي بمبلغ 55 مليون يورو مستحقات مالية غير مدفوعة، فيما شهدت الأيام الماضية تطورًا جديدًا عندما قرر اللاعب سحب شكواه المتعلقة بالتحرش الأخلاقي ضد باريس سان جيرمان.
الخلافات بين الطرفين اشتدت عندما عومل مبابي بشكل قاسٍ في صيف عام 2023؛ حيث أُبعد عن الملاعب وأُجبر على التدرب مع لاعبين كان النادي يخطط للتخلص منهم، قبل أن يتم دمجه لاحقًا في تشكيلة المدرب لويس إنريكي.
على الرغم من التوترات السابقة، يبدو أن مبابي قد تجاوز تلك المرحلة. ففي موسمه الأول مع ريال مدريد، قدم مستوى مذهلاً بتسجيله 43 هدفًا خلال 56 مباراة عبر كل البطولات. لكنه عانى من انتكاسة خلال كأس العالم للأندية بسبب مشكلة صحية اضطر معها لتلقي العلاج، مما منعه من المشاركة في مرحلة المجموعات.
في غياب مبابي، تألق المهاجم الواعد جونزالو جارسيا وترك بصمته بتسجيل أربعة أهداف في المباريات الخمس التي شارك فيها. تضمّن ذلك هدفًا حاسمًا في الفوز 3-2 على بوروسيا دورتموند خلال ربع النهائي. لكن النجم الحقيقي لتلك المباراة كان مبابي، الذي دخل بديلًا وسجل هدفًا رائعًا من ضربة مقصية في الوقت المحتسب بدل الضائع، ليثبت أنه ما زال حاضرًا بقوة رغم الظروف الصحية.
تشابي ألونسو، مدرب ريال مدريد، عبر عن تفاؤله بمستوى نجمه بالقول: “إنه يتحسن يومًا بعد يوم”. وقد تزداد فرص مبابي للظهور كأساسي في مواجهة باريس سان جيرمان، الفريق الذي حقق لقب دوري أبطال أوروبا عقب رحيله مباشرةً بعد سنوات من الإحباطات الأوروبية خلال تواجده مع النادي.
يقابل باريس سان جيرمان هذه المواجهة بمعنويات عالية بعد اكتساح إنتر ميلان بخمسة أهداف نظيفة في نهائي دوري أبطال أوروبا، وتأهلهم إلى نصف النهائي إثر فوزهم على بايرن ميونيخ بهدفين دون مقابل، رغم طرد لاعبيهم ويليان باتشو ولوكاس هيرنانديز. تصريحات مدرب الفريق لويس إنريكي عكست التركيز والتحدي: “لا يهم من سنواجه… المهم هو الوصول للنهائي”.
ألونسو من جانبه أظهر مرونة تكتيكية مذهلة خلال البطولة، واعتمد بين تشكيلات ذات أربعة وثلاثة مدافعين حسب حاجات الفريق وظروف المباريات. يبقى السؤال فيما إذا كان سينجح في خططه أمام باريس سان جيرمان وفي كيفية توظيف مبابي ضد فريقه القديم لأول مرة منذ أن غادر موناكو كمراهق واعد عام 2017. المباراة تعد بلا شك حدثًا تاريخيًا ومثيرًا تتجه إليه جميع الأنظار.