أعلن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) يوم الجمعة عن قراره بإقصاء فريق كريستال بالاس من المشاركة في الدوري الأوروبي، وذلك بسبب عدم التزامه بلوائح الملكية المرتبطة بإدارة الأندية المتعددة. وعلى الرغم من تأهله إلى البطولة إثر تتويجه بلقب كأس الاتحاد الإنجليزي لموسم 2024/2025، جاء هذا القرار نتيجة لعلاقة المستثمر جون تكستور، المساهم البارز في النادي، بمجلس إدارة نادي ليون الفرنسي. وقد تمسّك ليون بموقعه الأوروبي بعد قرار إلغاء هبوطه من الدوري الفرنسي، ما خلق موقفاً معقداً بالنسبة لكريستال بالاس.
وفي حين يستعد النادي الإنجليزي لتقديم استئناف ضد هذا القرار أمام محكمة التحكيم الرياضية، ظهرت العديد من التساؤلات حول جدوى القرار وطبيعة تطبيقه على “إيجلز”. أثيرت الانتقادات بسبب السماح لأندية مثل مانشستر سيتي وجيرونا، وكلاهما مرتبط عضويًا بمجموعة سيتي لكرة القدم، بالمشاركة في دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي دون خرق للوائح.
تتضح المفارقة بشكل أكبر عند مقارنة حالة كريستال بالاس بوضع جيرونا، الذي تمكّن من تجنب الإقصاء عبر إدارة مختلفة لملكياته المرتبطة بمجموعة سيتي لكرة القدم. هذه المجموعة، التي تضم مجموعة واسعة من الأندية مثل إسطنبول باشاك شهير في تركيا، بوليفار في بوليفيا، مومباي سيتي في الهند، ويوكوهاما إف مارينوس في اليابان، قامت باتخاذ تدابير قانونية دقيقة لضمان امتثالها للوائح الاتحاد الأوروبي لكرة القدم. تحديدًا في حالة جيرونا، تم نقل حصص الملكية التابعة للمجموعة إلى صندوق ائتماني مستقل خلال فترة محددة امتدت بين الأول من يوليو 2024 ونهاية يونيو 2025. هذا التعديل المؤقت مكّن النادي الإسباني من المشاركة دون انتهاك أي قواعد.
المعضلة الأكبر التي واجهت كريستال بالاس تمثّلت في تجاوز الموعد النهائي المحدد لاتخاذ إجراءات مشابهة فيما يتعلق بحصص جون تكستور في ليون أو كريستال بالاس. كان ينبغي أن تُنفّذ هذه التدابير قبل الأول من مارس 2024 وفقًا للوائح الاتحاد الأوروبي، غير أن تأهل الفريق الإنجليزي الأوروبي جاء فقط في 17 مايو بعد فوزه بكأس الاتحاد الإنجليزي أمام مانشستر سيتي. هذه المواعيد المتأخرة جعلت تنفيذ تغييرات الملكية أو الإدارية عملية غير قابلة للتحقق ضمن الإطار الزمني المطلوب، وهو ما أقرّ به جون تكستور في تصريحات تلت الحدث.
في المقابل، أظهرت مجموعة سيتي لكرة القدم قدرة فائقة على التكيف مع متطلبات اللوائح الأوروبية لضمان مشاركة جيرونا بجانب مانشستر سيتي في البطولات القارية. خلال موسم 2023/24 الاستثنائي لجيرونا، حيث احتل المركز الثالث في الدوري الإسباني بعد موسم حافل بالمنافسات الشرسة والمستويات المتقدمة، عمدت المجموعة إلى اتخاذ خطوات حاسمة لضمان الامتثال لقواعد اليويفا. من بين أبرز هذه التدابير تقليل حصة المجموعة في جيرونا إلى أقل من 30% أو تخويل الملكية لصندوق مستقل يخضع لإشراف هيئة معتمدة تعزز الشرعية القانونية.
في نهاية المطاف، أصبحت هذه التغييرات الهيكلية مفتاح استمرار جيرونا ضمن المنافسات الأوروبية بينما بقي كريستال بالاس خارج المشهد. القرار يعكس تحديات معقدة تواجه الأندية في عصر تداخل الملكيات المتعددة وإطار اللوائح القاري، وهو ما يبرز ضرورة الاستعداد المبكر والممارسات القانونية الدقيقة لتجنب المواقف التي قد تهدد مستقبلها الرياضي على الصعيد الدولي.