يدخل لاعبو مانشستر سيتي مرحلة محورية في استعداداتهم للموسم الجديد مع قرب انتهاء فصل الصيف الرياضي. بعد خروجهم المبكر من كأس العالم للأندية قبل أقل من أسبوعين، يستعد الفريق للعودة إلى ملعب الاتحاد لاستئناف المنافسات، وهم الآن على بُعد أسبوعين تقريباً من بداية الدوري الإنجليزي الممتاز.
من المتوقع أن يتيح خروجهم المبكر فرصة لتدريب مكثف لمدة ثلاثة أسابيع، حيث تم إعداد مباراة ودية ضد فريق باليرمو في صقلية، أحد أندية مجموعة سيتي لكرة القدم، لتعزيز جاهزيتهم خلال هذه الفترة.
تمثل هذه الأسابيع الثلاثة بعد الهزيمة المفاجئة أمام الهلال فرصة ذهبية لإعادة البناء. كانت الهزيمة بنتيجة 4-3 صادمة وكشفت عن نقاط ضعف واضحة في الموسم الماضي، ما جعل الاستعداد الحالي ضرورة ملحة. في المقابل، فوز الفريق على يوفنتوس بنتيجة 5-2 أظهر مؤشرات إيجابية على استعادة مستواهم المعتاد، رغم أن التحليل المبالغ فيه للنتيجة يظل أمراً شائعاً كما هو الحال مع الخسارة أمام الهلال.
بطبيعة الحال، كانت مشاكل الفريق متوقعة خلال البطولة السابقة التي لم تحظَ بتحضيرات كافية بسبب جدول المباريات المزدحم والسفر المكثف في تلك المرحلة، مما جعل من الصعب إيلاء اهتمام كافٍ للجوانب التدريبية. بالنسبة لغوارديولا، الذي حاول تصوير البطولة كمقدمة للموسم الجديد، كانت هذه التحديات جزءًا لا يتجزأ من الإرث الذي حمله من العام الماضي.
لكن الأمور تأخذ منحى مختلفاً الآن مع الأسابيع الثلاثة القادمة التي تعد بمثابة فرصة للتجديد وإعادة رسم أساليب العمل. هذا يتزامن مع تغييرات هامة في الطاقم الفني لغوارديولا التي حدثت خلال الصيف، حيث أدى رحيل أسماء بارزة مثل خوانما ليلو وإينيجو دومينغيز وكارلوس فيسينس إلى فتح المجال لوجوه جديدة.
من بين الوافدين الجدد، يأتي جيمس فرينش الذي حصل على ثناء كبير من اللاعبين كمدرب متخصص في الكرات الثابتة، بينما برز كولو توريه كحلقة وصل فعّالة بين غوارديولا والفريق بعد أدائه البارز خلال كأس العالم للأندية. أما بيب ليندرز، الذي كان اليد اليمنى ليورغن كلوب سابقاً، فقد وصل ليكون جزءًا أساسياً من الجهاز الفني ويبدو أنه يتمتع بمكانة كبيرة في الملعب.
رغم الخبرة الكبيرة لليندرز، فإن الوقت لم يسعفه للتكيف السريع مع اللاعبين أو تطوير إستراتيجيات جديدة بشكل كامل، حيث لم يتم تأكيد تعيينه إلا قبل يومين فقط من سفر الفريق إلى ميامي. ومع ذلك، تعتبر الفترة الحالية فرصة مثالية له لبناء علاقات وطيدة داخل الفريق والعمل على وضع بصمته الفنية.
الأسابيع القليلة المقبلة تُعد حاسمة لمانشستر سيتي؛ فهي لا تقتصر على إعادة تشكيل النهج التكتيكي للفريق، بل أيضاً تُمثل فرصة للوافدين الجدد في الجهاز الفني لتحقيق تأثير ملموس. مع بداية الدوري الإنجليزي الممتاز في الأفق، يبدو أن هذا التحول التكتيكي قد يُحدث فارقاً كبيراً في تحقيق أهداف الموسم الجديد.