أعاد نادي روما الإيطالي تفعيل مفاوضاته مع وست هام يونايتد بشأن المدافع المغربي نايف أغيرد، في إطار سعيه لتعزيز خط دفاع الفريق. وبحسب الصحفي جيانلوكا دي مارزيو، تم إجراء اتصالات جديدة بين الناديين هذا الأسبوع لاستكشاف إمكانية انضمام اللاعب عبر الإعارة. ومع ذلك، يبدو أن إدارة وست هام غير منفتحة على هذه الصيغة، مفضّلة بيع اللاعب بشكل دائم.
المغربي ذو الثمانية والعشرين عامًا قضى الموسم الماضي مُعارًا إلى ريال سوسيداد الإسباني، حيث شارك في 25 مباراة في الدوري المحلي. رغم الأداء المتباين الذي قدمه خلال هذه الفترة، لا يزال يُعتبر أحد أبرز المدافعين القادرين على النجاح في الدوريات الأوروبية الكبرى. بالنسبة إلى روما، فإن خبرته الدولية وقدرته على قيادة خط الدفاع تجعلانه خياراً جذاباً ضمن خطط النادي.
من جهة أخرى، تشير التقارير إلى أن وست هام يونايتد مصرٌّ على موقفه بشأن بيع اللاعب بشكل نهائي. النادي الإنجليزي، الذي تعاقد مع أغيرد مقابل استثمار كبير في عام 2022، يرى في البيع المباشر أو إدراج إلزامية الشراء ضمن أي اتفاق قصير الأمد شرطًا أساسيًا للتفاوض. هذا التوجه يأتي ضمن استراتيجية النادي لإدارة ملف اللاعبين البدلاء بفعالية، مع التركيز على تأمين العوائد المالية الفورية بدلاً من الدخول في صفقات غير مُحدَّدة الملامح.
رغم بعض التذبذب في مستواه خلال فترة وجوده بالدوري الإسباني، فإن أغيرد حافظ على اهتمام العديد من الأندية الأوروبية بمهاراته الدفاعية. سواءً في إيطاليا أو إسبانيا، يبدو اللاعب مستهدفًا من عدة جهات، لكن موقف وست هام يُرجّح أن تظل المفاوضات معلقة حتى تقديم عرض يتماشى مع مطالب النادي المالية.
بالنسبة لروما، الاهتمام بأغيرد منطقي تماماً، خاصة إذا ما نظرنا إلى أسلوب اللعب الذي يعتمده المدرب جيان بييرو جاسبريني. المدافع المغربي يتناسب مع نظام الدفاع الثلاثي الذي يُطلَب فيه وعي عالي بالتمركز وقدرة على التعامل تحت الضغط. بالإضافة إلى كونه لاعباً موهوباً في بناء الهجمات من العمق وقويًا في التعامل مع الكرات الهوائية، يتمتع أغيرد بالخصائص الفنية التي تُعدّ مثالية للاعب محوري في هذه المنظومة.
استنادًا إلى سجل أغيرد لتألقه في الدوري الفرنسي مع رين ومشاركاته بالدوري الإنجليزي الممتاز مع وست هام، لن يحتاج اللاعب لفترة طويلة كي يتأقلم مع متطلبات الدوري الإيطالي إذا ما تمت الصفقة. ومع ذلك، يبقى التحدي الحقيقي هو الاتفاق المالي بين الطرفين، حيث يسعى روما لتجنب أي التزامات تفوق ميزانيته الحالية أو تعرّضه لمشاكل تتعلق بقوانين اللعب المالي النظيف.
في المقابل، يبدو أن وست هام يونايتد يوازن موقفه بعناية ويرغب في تحقيق أقصى استفادة من الصفقة المحتملة. تجربة اللاعب المغربي لا تزال ذات قيمة أمام مدرب الفريق الحالي جولين لوبيتيغي، والذي قد يختار منحه فرصة إضافية لتقديم مستوى أعلى مع الفريق بعد سلسلة الإصابات التي أعاقت انطلاقته السابقة.
السوق الحالي يجعل من الصعب توقّع انخفاض قيمة مدافع مثل أغيرد. وست هام قد يستفيد من تكثيف منافسة الأندية المهتمة به، مما قد يؤدي إلى رفع قيمة العرض المقدّم وتلبية مطالبه المالية. وفي الوقت نفسه، يدرك روما أن ضم لاعب بقدرات أغيرد يمكن أن يشكّل إضافة كبيرة لخط دفاعه، بشرط استيفاء المعايير المالية المثلى للطرفين.
المشجعون والمراقبون يتابعون مُستجدات هذه الصفقة عن كثب. بالنسبة لوست هام، الإجماع يبدو واضحًا: لن يقبل الفريق بالتخلي عن أغيرد إلا بشروط تحفظ استثماراته وتعزز خططه المستقبلية. الكرة الآن في ملعب روما لتقديم عرض مُقنع يتجاوز فكرة الإعارة المؤقتة ويُلبي رغبات النادي الإنجليزي.