قاد كول بالمر فريق تشيلسي إلى انتصار كبير بثلاثة أهداف دون مقابل على باريس سان جيرمان في نهائي كأس العالم للأندية يوم الأحد على ملعب ميتلايف، ليحقق الفريق الإنجليزي لقبه الأول في تاريخ البطولة. بالمر تألق بلا منازع، مسجلًا هدفين وصانعًا للهدف الثالث في أداء استثنائي.
دخل باريس سان جيرمان اللقاء كمرشح قوي للفوز، مستندًا إلى إنجازاته الأوروبية الأخيرة، بما في ذلك انتصاره الساحق على ريال مدريد بأربعة أهداف نظيفة في نصف نهائي دوري الأبطال. حضور الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بصحبة زوجته ميلانيا وسط 81,118 متفرجًا أضاف لمسة خاصة للمشهد.
لكن المباراة شهدت مفاجأة مدوية؛ باريس سان جيرمان الذي كان متألقًا في مراحل البطولة السابقة وجد نفسه يواجه تأخرًا بثلاثة أهداف قبل نهاية الشوط الأول. كول بالمر افتتح التسجيل لتشيلسي في الدقيقة 22 بعد تمريرة محكمة من مالو غوستو، وعزز النتيجة في الدقيقة 30 بتسديدة منخفضة مذهلة، بينما جاء الهدف الثالث نتيجة خطأ دفاعي استغله جواو بيدرو بعدما تلقى تمريرة محكمة من بالمر، مسجلًا في الدقيقة 43.
باريس سان جيرمان واجه تحديات كبيرة خلال المباراة، خصوصًا بعد طرد لاعب الوسط جواو نيفيس عقب تدخل متهور على مارك كوكوريلا قبل النهاية بأربع دقائق، مما أنهى عمليًا أي أمل للعودة.
تشيلسي اختتم موسمه بشكل لافت، جامعًا بين لقب كأس العالم للأندية في نسختها الجديدة التي تضم 32 فريقًا، وفوزه بدوري المؤتمرات الأوروبي إضافة إلى احتلاله المركز الرابع في الدوري الإنجليزي الممتاز. هذا النجاح التاريخي أضاف لخزائن النادي جائزة نقدية تقدر بـ125 مليون دولار.
على الجانب الآخر، سيحصل باريس سان جيرمان على مكافأة مالية مشابهة، لكنه يواجه إحباطًا كبيرًا بعد فشله في تحقيق مزيد من الألقاب الدولية هذا الموسم. المدرب لويس إنريكي أمام مهمة صعبة لتحليل الأسباب والاستعداد لمواجهة توتنهام هوتسبير في كأس السوبر الأوروبي الشهر المقبل.
الأجواء في ملعب ميتلايف كانت استثنائية، مع خلفية مدينة مانهاتن البراقة إلى جانب العرض الترفيهي الفاصل الأول في تاريخ بطولات FIFA، مما أعطى المباراة طابعًا مشابهًا لمباريات السوبر بول الأمريكية.
من الناحية الفنية، بدا باريس سان جيرمان بعيدًا عن الأداء الحاد الذي ميز مشواره في دوري الأبطال. الفريق ظهر فاقدًا للتوازن الدفاعي منذ البداية. كول بالمر كاد يفتتح التسجيل خلال أول عشر دقائق، بينما أهدر ديزيري دوي فرصة ذهبية لتمرير الكرة الحاسمة لأشرف حكيمي داخل المنطقة الخطيرة.
تشيلسي استفاد بشكل واضح من غياب نونو مينديز عن مركزه الدفاعي واستغل المساحات الناتجة عن ذلك لتسجيل الهدفين الأول والثاني. أما الهدف الثالث فأبرز تعاونًا مثاليًا بين جواو بيدرو وزملائه، في تأكيد انسجامه مع الفريق منذ انضمامه.
بنهاية اللقاء، أثبت تشيلسي قدرته على تحقيق إنجازات تاريخية رغم التحديات التي واجهها هذا الموسم. في المقابل، باريس سان جيرمان يواجه فترة لإعادة التفكير وتصحيح الأخطاء استعدادًا للفصول المقبلة. المباراة قدمت عرضًا رياضيًا مثيرًا وجسدت مدى التطور الذي تشهده كرة القدم العالمية والتنافس بين أعظم الفرق.