إيست راذرفورد، نيوجيرسي – كان الأداء الذي ظهر في هذه المباراة نموذجًا للسيطرة السريعة على الخصم وسلبه حماسه. استثمر اللاعبون المساحات بذكاء واستغلوا الفرص بأقصى اندفاع، حيث تمكنوا من تسجيل هدف مبكر حاسم، جعل النتيجة شبه محسومة منذ الشوط الأول. هذه الطريقة كانت السمة الغالبة لأسلوب باريس سان جيرمان، سواء في نهائي دوري أبطال أوروبا ضد إنتر أو في نصف نهائي كأس العالم للأندية ضد ريال مدريد. ومن الواضح أن تشيلسي تبنى هذا النهج على ملعب ميتلايف يوم الأحد، حين أظهر أداؤه قوة مشابهة في مواجهته ضد باريس سان جيرمان، ليتوجه بالفوز بالنسخة الأولى من كأس العالم للأندية الموسعة.
أعرب لاعب تشيلسي، ليفي كولويل، عن رؤيته للمباراة بعد نهايتها قائلاً: “مع انطلاق صافرة البداية، قمنا بتحديد الإيقاع فورًا. بذلنا كل جهدنا لضغطهم بقوة. لقد علمنا أن هذه ستكون آخر مباراة لنا هذا الموسم، ولم أرغب في أن أذهب للعطلة متسائلًا: ‘هل كان بإمكاني أن أُقدم أكثر للفريق؟’ شاركت هذا الشعور مع زملائي مسبقًا، وقدمنا أفضل ما لدينا، والنتيجة تعكس هذا الجهد، وبفضل ذلك حصلنا على الفوز اليوم.”
طريقة باريس سان جيرمان، التي اعتمدت خلال المواجهات الكبرى على الضغط المستمر دون توقف، جعلته واحدًا من أبرز الفرق إثارة في أوروبا خلال الأشهر الماضية. هذه الفلسفة ساهمت في تحقيق لقب دوري الأبطال الأول له وجعلته مرشحًا قويًا لكأس العالم للأندية. لكنهم واجهوا أسلوبًا مشابهًا وقاسيًا على يد تشيلسي ليلة الأحد، حيث بدا التعب واضحًا عليهم مع مرور الدقائق. سجل كول بالمر هدفين في أقل من نصف ساعة ثم أكمل جواو بيدرو المهمة بهدف ثالث قبل الاستراحة، حيث جعل الأداء الهجومي المنظم الأمور صعبة للغاية على باريس سان جيرمان.
ومع تزايد ضغط البلوز، بدأ الخصم يظهر علامات الإرهاق والإحباط. ومع ذلك، جاءت لحظات توتر مثل البطاقة الحمراء التي نالها جواو نيفيس في الدقيقة 89 والمشادة التي نشبت بين مدرب باريس سان جيرمان لويس إنريكي وجواو بيدرو بعد اللقاء.
في تحليله للمباراة، أوضح مدرب باريس سان جيرمان، إنزو ماريسكا: “باريس سان جيرمان فريق يمتاز بنوعية لاعبين تستطيع إيذائك إذا مُنِح لها الوقت والمساحة. عندما تضغط عليهم باستمرار فإنك تقلل من فرصهم في التواصل والتحكم بالمباراة.”
ورغم أن القدرة الاستحواذية كانت قوية لدى باريس سان جيرمان، إلا أن تشيلسي اعتمد استراتيجيًا على التنازل عن الكرة، حيث لم تتجاوز نسبة الاستحواذ لديه 34% ولكنه استطاع التفوق بفعالية في الهجمات والتسديدات مقارنة بالخصم. حيث سجل الفريق الإنجليزي معدلاً مرتفعًا للأهداف المتوقعة بلغ 2.06 مقابل 0.53 لباريس سان جيرمان، مما جعل الشوط الأول بمثابة قاعدة صلبة لتحقيق النصر.
ماريسكا كشف كذلك عن التكتيكات التي اعتمدها فريقه قائلاً: “جعلنا التركيز ينصب على اللعب رجلاً لرجل وعلى استغلال المساحات المتاحة. كلٌ من بالمر وغوستو قام بأدوار كبيرة في الجناح لإحداث اختراقات محورية ضد الدفاع الفرنسي.”
من بين النجوم اللامعين خلال المباراة كان كول بالمر وجواو بيدرو. بينما يمثل الأول لاعبًا أساسيًا في خطة البلوز الهجومية، أظهر الثاني انسجامًا رائعًا رغم انضمامه حديثًا للفريق. اللافت أن أداء بيدرو جعل مدربه يمنحه فرصة المشاركة كأساسي على حساب ليام ديلاب الذي كان الخيار الأول في بداية البطولة.
أشاد ماريسكا بجواو بيدرو قائلاً: “إنه لاعب متعدد الاستخدامات يمتلك قدرة مذهلة على التعامل مع الفرق التي تعتمد على الدفاع العميق.”
على الرغم من استمرار تحدي تشيلسي لإعادة بناء فريقه بعد التغييرات التي تبعت الاستحواذ عليه قبل ثلاث سنوات، فإن تحقيقه للقب كأس العالم للأندية يقدم بوادر واعدة لما يمكن أن نراه مستقبلاً. ومع نهاية موسم طويل وشاق، باتت الراحة حاجة ملحة للطاقم وللاعبين على حد سواء.