حتى الآن، تحظى فترة الانتقالات في أستون فيلا بأجواء يغلب عليها الهدوء، وهو أمر ربما يتجاوز الحدود المقبولة بالنسبة لجماهير الفريق التي تطمح إلى حركة أكثر نشاطًا على صعيد التعاقدات.
مع نهاية سوق الانتقالات الصيفية الوشيكة، يبدو أن الفريق اكتفى بإبرام صفقات محدودة لضم حارس مرمى بديل بالإضافة إلى اثنين من الشباب الواعدين الذين يمتلكون إمكانيات واعدة. غير أن هذه الصفقات تُظهر أن النادي قد شهد تراجعًا واضحًا منذ نهاية الموسم الماضي، حيث كان من الضروري أن يخطو بخطوات أكبر لتدعيم تشكيلته وتجهيزها للمنافسات المقبلة.
يمكن القول إن هذا الوضع يعزى جزئيًا إلى انتهاء إعارات النجوم ماركو أسينسيو وماركوس راشفورد وعودتهما إلى أنديتهما الأصلية. هذه التحركات أثرت على عمق الفريق، مما جعل فيلا في حالة لا تقتصر على محاولة مواصلة المسيرة التي بدأها في الموسم السابق، بل أيضًا في مواجهته تحديات إضافية أمام فرق أنهت جدول الدوري خلفها، مثل مانشستر يونايتد وتوتنهام هوتسبير، اللذين بديا أكثر نشاطًا في سوق الانتقالات الحالية.
مانشستر يونايتد، المعروف بثقله التاريخي في الميركاتو، يعمل من أجل تعزيز صفوفه عبر تحركات تشمل جذب برايان مبيومو ليكون شريكًا محتملًا إلى جانب ماتيوس كونيا. على الجانب الآخر، توتنهام أظهر طموحًا كبيرًا باستقطاب محمد كودوس لتشكيله الحالي مع احتمالية ضم مورجان جيبس وايت، مستفيدًا من مشاركته في دوري أبطال أوروبا الذي غاب عنه أستون فيلا بطريقة مؤلمة بعد الخلافات التي دارت في أولد ترافورد خلال الجولات الأخيرة للموسم الماضي.
الهزيمة التي تلقاها فيلا أمام مانشستر يونايتد والتراجع إلى المركز السادس ما زالت تعكس تبعاتها السلبية، حيث أصبحت تلك المباراة الأخيرة بمثابة نقطة تحول في مشروع النادي. المشاركة في الدوري الأوروبي، رغم أنها تعتبر إنجازًا إلى حد ما، لم تسهم في إزالة الغموض حول استراتيجية النادي في السوق، ويبدو أن إدارة النادي تتبع سياسة الانتظار بدلًا من المبادرة الاستباقية التي كانت مرغوبة لضمان المنافسة على المدى الطويل.
وفق تقارير صحيفة “آي بيبر”، وُجد اهتمام مستمر بأسماء بارزة مثل نيكولاس جاكسون لاعب تشيلسي وأليخاندرو جارناتشو نجم مانشستر يونايتد، لكن احتمالية توصل الأطراف إلى اتفاق مباشر بدت بعيدة، مما أثبت أن أستون فيلا لا يزال يعمل ضمن شبكة معقدة من العلاقات التي تحكم السوق الحالي.
المساعي للتوازن المالي تبقى السبب الكامن وراء هذا النهج المحافظ للنادي. ورغم الدعم المادي الذي تحقق عبر بيع فريق السيدات إلى الشركة المالكة V Sports، فإن استقرار اللاعبين الأساسيين ضمن تشكيلة الرجال هو ما يزيد من تعقيد الصورة. حالة الحارس الأرجنتيني إيميليانو مارتينيز كان لها دورٌ ملفتٌ في المشهد، حيث بدا وكأنه يودع النادي بعد أداء عاطفي في مايو الماضي. وعلى الرغم من اهتمام مانشستر يونايتد المعلن ورغبة بعض الأندية السعودية الطموحة بجذبه، فإن الصفقة لم تتحرك حتى اللحظة.
الانتقال المحتمل لمارتينيز إلى يونايتد قد يكون قرارًا موجعًا للنادي وجماهيره خصوصًا إذا كانت دوافع اللاعب تتمثل في سعيه لتحقيق الألقاب الكبرى. وإذا ما تأخر إتمام الصفقة أو لم يتم تعويض رحيله بلاعب مناسب قريبًا، فإن فيلا قد يواجه مأزقًا حقيقيًا فيما يخص تهيئة الفريق للموسم الجديد.
على صعيد آخر، الحديث حول إمكانية رحيل أولي واتكينز ما زال محدودًا إلى حد ما ولا يبدو أنه استحوذ على الضوء بقوة حتى الآن. غير أن قرب الموعد النهائي للانتقالات قد يؤدي إلى تصاعد التكهنات بشأن مستقبله خاصة إذا تقدمت الأندية الكبيرة بعروض مغرية لضمه. ومع متابعة أرسنال ومانشستر يونايتد لتحركاتهما نحو تعزيز خط الهجوم، قد يُنظر إلى واتكينز كخيار مثالي بمواصفات تناسب احتياجاتهما.